الأوقاف - بغداد
مع صعوبة توفير الكهرباء وتغطية الحاجة المتزايدة، لا سيما خلال أشهر الذروة، تبرز الحاجة إلى إيجاد بدائل، من الممكن أن تسهم في حل جزء من هذه الأزمة المستدامة، وهي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية. إن مشروع نصب الألواح الشمسية يُعد أحد هذه الحلول المبتكرة، والذي أصبح في متناول اليد وبأسعار معقولة، وفقًا للعديد من التجارب التي بدأت تنتشر في مناطق واسعة من بغداد والمحافظات.
مع صعوبة توفير الكهرباء وتغطية الحاجة المتزايدة، لاسيما خلال أشهر الذروة، تبرز الحاجة إلى إيجاد بدائل ممكن أن تُسهم في حلِّ جزء من هذه الاأزمة المستدامة وهي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية. إن مشروع نصب الألواح الشمسية يُعدُّ أحد هذه الحلول المبتكرة، والذي أصبح في متناول اليد وبأسعار معقولة، وفقاً للعديد من التجارب التي بدأت تنتشر في مناطق واسعة من بغداد والمحافظات.
ويتحدث وسام التميمي، من أهالي ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين عن تجربته في هذا الصدد، قائلاً : إنه حصل على عرض من إحدى الشركات بنصب ألواح شمسية لتجهيز المنزل بعشرة أمبيرات من الطاقة المستمرة على مدار الساعة بمبلغ 3 ملايين دينار، قابل للتقسيط.
في بغداد، تنتشر شركات نصب منظومة الطاقة الشمسية، بأسعار تتراوح بين (4 – 7) ملايين دينار، حسب المواصفات والقدرة الإنتاجية المطلوبة.
ويوضح أحد المهندسين في شركة مختصة بنصب المنظومات إنها تحتوي على بطاريات متنوعة من أبرزها بطارية الليثيوم التي تتميز بعمر أطول (يصل إلى 10 سنوات) وضمان يتراوح بين 2 إلى 5 سنوات، إضافة إلى ألواح شمسية بضمان يتراوح بين 12 إلى 20 سنة.
ويوضح لـ"الصباح" قائلاً: "يتم تركيب أنظمة الطاقة خلال يوم واحد أو أقل، وتعمل على تجهيز الطاقة خلال النهار باستخدام الألواح وفي الليل من خلال البطاريات"، مؤكداً أن جميع الأنظمة تتطلب صيانة وتنظيفاً دورياً للألواح، وغالباً الصيانة تكون مجانية حتى بعد انتهاء فترة الضمان.
ويضيف "أما بالنسبة لنظام التقسيط فهو متوفر في بعض الشركات بضمانة بطاقات الدفع الإلكتروني "كي كارد"، لكن هذا النظام محدود حالياً بسبب عدم تفعيل مبادرة البنك المركزي الخاصة بدعم اقتناء هذه المنظومة".
ويعاني العراق من أزمة كهرباء مستمرة بسبب العجز الكبير في إنتاج الطاقة مقارنة مع احتياجات المواطنين. تعود الأسباب الرئيسة لهذه الأزمة إلى تقادم البنية التحتية، وضعف الاستثمارات في القطاع، إضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
خبيرة الطاقة المتجددة شمس محمد أكدت في حديثها لـ"الصباح" أن العراق يمتلك موارد هائلة تؤهله للاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل كبير، إذ يسجل أكثر من 3,000 ساعة من سطوع الشمس سنوياً، كما يتمتع بمتوسط إشعاع شمسي يصل إلى حوالي 5.4 كيلو واط ساعة/ متر مربع يومياً، مما يجعله مؤهلاً للاستفادة من الطاقة الشمسية، بما يمكنه من أن يصبح من أبرز الدول في إنتاج الطاقة النظيفة.
وأشارت محمد إلى أن كل ميغاواط من الطاقة الشمسية يُسهم في تقليل حوالي 1,500 طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، مما يُسهم بفعالية في تخفيف آثار التغير المناخي.
وأضافت: "إذا تم تنفيذ المشاريع الحالية يمكن للطاقة الشمسية أن تغطي 10%بالمئة من حاجة العراق للكهرباء خلال ثلاث سنوات. لكن هذا يتطلب تعاوناً أكبر بين الحكومة والشركات، إلى جانب استمرار المبادرات التحفيزية" .
بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي دريد العنزي أن العراق يعاني من عدم استثمار إمكاناته الطبيعية الهائلة في مجال الطاقة الشمسية. فرغم توفر الشمس والمساحات الصحراوية الكبيرة، لم تحقق العقود الموقعة من قبل الحكومات السابقة أي نتائج ملموسة.
وقال لـ"الصباح": إن "وزارة الكهرباء التي كان يُفترض أن تكون نموذجاً في استخدام الطاقة الشمسية مازالت تعتمد على المولدات لتلبية احتياجاتها، مما يعكس سوء الإدارة وعدم وجود رؤية اقتصادية واضحة."
وبين العنزي أن دولاً أوروبية مثل البرتغال، وإسبانيا، وإنجلترا بدأت بالاعتماد على الطاقة الشمسية المستوردة من دول شمال أفريقيا، مستفيدةً من المساحات الصحراوية وأشعة الشمس الوفيرة هناك. ومع ذلك فإن العراق الذي يمتلك موارد مشابهة وربما أفضل، لم يستغل هذه الميزة وظل يعتمد على استيراد الكهرباء من دول الجوار، في خطوة وصفها بأنها "غير اقتصادية وغير منطقية" .
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش، أن الجدوى المالية للطاقة الشمسية محدودة حالياً بسبب ارتفاع تكاليف الإنشاء والصيانة إذ تبلغ تكلفة منظومة 10 أمبيرات حوالي 12 مليون دينار وهو مبلغ كبير مقارنة بالكلفة الشهرية للمولدات الأهلية لـ10 سنوات ولا ينشغل المتسهلك بالصيانة والديمومة وحتى خطر البطاريات، الذي تحدث عنها مشيراً إلى أن "درجات الحرارة المرتفعة في العراق تؤثر سلباً في كفاءة البطاريات مما قد يؤدي إلى مشكلات تقنية وخطيرة مثل الانفجارات."
واقترح حنتوش في معرض حديثه لـ"الصباح"، التركيز على استغلال الغاز الطبيعي الذي يمتلك العراق احتياطياً كبيراً منه كحل بديل وأكثر جدوى اقتصادياً لتلبية احتياجات الطاقة بدلاً من الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية.
ويرى خبراء أن الطاقة الشمسية تمثل فرصة كبيرة للعراق لتحسين وضعه في مجال الطاقة وتخفيف أزمة الكهرباء التي يعاني منها، مؤكدين أنه مع توفر الظروف البيئية الملائمة والموارد الطبيعية الوفيرة، فإن الاستثمار في هذا القطاع سيحقق فوائد اقتصادية وبيئية على المدى الطويل.
الخبير الاقتصادي نبيل جبار التميمي، يرى أن تكاليف إنشاء منظومات الطاقة الشمسية، عالية، سواء على مستوى الحقول أو المنازل، مبيناً في تصريح لـ"الصباح" أن التكلفة الأولية قد تكون عالية ومع ذلك، فإنها على المدى البعيد تكون مربحة، حيث تحتاج فقط إلى صيانة دورية مثل تنظيف الألواح أو تغيير البطاريات.
كما بيّن أهمية الاعتماد على الطاقة الشمسية في الاقتصاد الوطني، قائلاً: "تقليل استهلاك الطاقة التقليدية ق